زوجتي ليست عذراء!!

 يقول شاب: كنت أريد أن أتزوج وأعيش حياة زوجية مع شريكة حياة تصونني وتُربي أولادي إلى نهاية العمر، وكأن الفتاة التي تزوجتها ساقها القدر إليّ سوقًا. تحدثتُ مع أمي وطلبتُ منها أن تبحث لي عن بنت الحلال، تكون ذات أخلاق عالية جدًا. لكن قبل أن أخطب هذه الفتاة، خطبتُ كثيرًا من الفتيات، ولكن لسبب لا أعرفه لم تُعجبني أي واحدة منهن. 

زوجتي ليست عذراء!!
زوجتي ليست عذراء!! 

وفي يوم من الأيام، قالت لي أمي: وجدنا لك أخيرًا بنت الحلال المناسبة لك. يقول الشاب: سبحان الله، منذ أن وصلني خبر هذه الفتاة وأنها مناسبة لي، قررتُ أن أذهب لخطبتها. بعدها حددنا موعدًا مع أهلها للنظرة الشرعية، وعندما رأيتها وجدتها فتاة جيدة وطيبة وارتحتُ معها كثيرًا، وانتهت النظرة الشرعية بشعور جيد، لأنني منذ اللحظة التي رأيتها فيها شعرتُ بارتياح كبير تجاهها.

 بعد ذلك تحدثنا مع أهلها عن طلباتهم وشروطهم. وفي يوم من الأيام اتصل بي رقم غريب، فإذا بها الفتاة التي خطبتُها. قلت لها: حسنًا، أنا أسمعك. فقالت لي: أنا لا أريد منك شيئًا، لا مهرًا ولا أي شيء آخر. يقول الشاب: أصابني الذهول من كلامها. في الأساس، أنا خطبتُ هذه الفتاة ولم أكن مستعدًا للزواج، فقد كنت واضعًا في عقلي أنني سأنتظر سنة أو سنتين حتى أُجهز نفسي. 

ولكن سبحان الله، مرّ الموضوع بسرعة كبيرة، وكأن الله سخّر لي كل شيء من أجل هذه الفتاة. وبعد أيام تزوجنا ودخلنا بيتنا، أغلقنا الباب، وهنا بدأت القصة. يقول الشاب: بعد دخولنا إلى البيت بدأت أجمل ليلة، أجمل ليلة قد يتمناها أي شاب أو فتاة. قامت زوجتي، غيرت ملابسها، ثم صلت ركعتين. طالت صلاتها كثيرًا حتى بدأ عقلي يوسوس لي أن في الأمر شيئًا غريبًا، 

وفجأة سمعتها تدعو الله وتبكي في دعائها. يقول الشاب: لم أفهم ما الذي كانت تدعو به، لكنني كنت أسمعها تتحدث بصوت خافت وتتضرع إلى الله. وبعد أن أنهت صلاتها، جاءت وجلست إلى جانبي والدموع في عينيها، ثم قالت لي: اسمعني، أريد أن أصارحك بشيء، أي فتاة تقضي حياتها كاملة وهي تتمنى هذه الليلة مع شريك حياتها. ثم قالت لي بالحرف الواحد:

 أتمنى من كل قلبي أن تسترني ولا تفضحني. الفتاة التي أمامك ليست عذراء، أنا لستُ عذراء. يقول الشاب: كانت تتحدث، وكل كلمة تنطق بها يرافقها أنين وبكاء، ثم قالت: أهلي يثقون بي ثقة كبيرة، وأنا الأولى في دفعتي، لكن هناك شيئًا ليس لي فيه أي ذنب، والله سترني حتى جاءت هذه الليلة. في الحقيقة، كنت أرفض فكرة الزواج، وكل شخص يتقدم لخطبتي كنت أرفضه لأنني لست عذراء،

 وكنت خائفة جدًا. لكن إصرار أمي ورغبتها في أن تفرح بي وتراني عروسًا جعلني أتردد. صليت صلاة الاستخارة وقلت: أي شاب يأتي لخطبتي بعد اليوم سأوافق عليه. يقول الشاب: بينما كانت تتحدث، كنت أحاول استيعاب الأمر. كنت أنظر إلى ملامح وجهها، لكنني لم أستوعب قصتها ولا أدري ماذا أقول. كانت تبكي بحرقة وتقول: أرجوك، أطلب منك الستر. 

يقول الشاب: أخذتُها في حضني ثم غادرت الغرفة التي كنا نجلس فيها وخرجتُ إلى الصالة. تأثرتُ بها كثيرًا، فقلت في نفسي: يا رب، هذه الفتاة سترتها كل هذا الوقت، فهل أفشي سرها الآن؟ ثم قمتُ وصليت ركعتين، ودعوت الله قائلًا: يا الله، إن كان في هذه الفتاة خيرٌ لي، فاجعلها من نصيبي، وإن كان فيها شرٌ لي فاصرفها عني، واسترها دائمًا. يقول: 

في تلك الليلة لم يتوقف لساني عن الدعاء: يا رب، أعطني القوة لأكتم سرها وأتجاوز عن ذنبها. ثم غفوتُ وأنا أعلم أنها لم تستطع النوم بسبب بكائها وحزنها. مرّ اليوم الأول دون أن نتحدث في الأمر، ثم اليوم الثاني والثالث، زرنا أهلها وزرنا أهلي، ولم نتطرق لأي حديث حول الموضوع. ويتابع: مرّت الأيام بسرعة دون حساب، ومع مرور الوقت، اكتشفتُ أن هذه الفتاة قمة في الأخلاق، 

تصلي وتصوم وتقوم الليل، ولم أرَ منها إلا الزوجة الصالحة. كنتُ أردد دائمًا: "لا تدري لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرًا". ثم جائني حديث مع نفسي: صحيح أننا جميعًا نخطئ، وجميعنا لدينا ذنوب، وليس هناك شخص معصوم من الخطأ، ولو كنتُ أبًا أو أخًا، أو لو أن ابنتي حدث لها هذا، لتمنيتُ أن يسترها شخص يعرف قيمة الستر. 

النهاية: يقول الشاب: الحمد لله، قررنا أن نُكمل حياتنا معًا، واليوم، بعد أربع سنوات من الزواج، أعيش في قمة السعادة. الحمد لله على نعمة هذه الزوجة الصالحة، وإلى يومنا هذا لم أفتح معها هذا الموضوع، ولم أسألها كيف ولماذا حدث ذلك.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال