قصة درامية: يوم مشؤوم أغبر ليس به نور - عبرة لا تنسي!

 ذات يوم، وبعد نقاش حاد بين الزوجين، تعصب الزوج على زوجته ورمى عليها يمين الطلاق، وقال: لن ترجعي في عصمتي إلا في يومٍ مشؤومٍ أغبر، ليس فيه نور. خرجت الزوجة إلى بيت أهلها وهي تبكي، وبعد أن هدأ الزوج وأحسّ بالندم على ما فعل، خرج ليبحث عن فتوى من أحد العلماء في القرية. التقى بشيخ القرية وسرد له القصة،

قصة درامية: يوم مشؤوم أغبر ليس به نور - عبرة لا تنسي!
يوم مشؤوم أغبر ليس به نور!! 

فقال الشيخ: ومن أين لنا أن نأتيك بيومٍ مشؤومٍ أغبر، ليس فيه نور؟ سامحك الله، لا أجد لك مخرجًا من هذا. ثم أضاف: إذهب إلى المدينة، فربما تجد من هو أعلم مني هناك. عاد الرجل إلى منزله عازمًا على الرحيل إلى المدينة باكراً، لكن غلبه الحزن والتفكير، فلم ينم إلا قليلًا، واستيقظ متأخراً. استقلّ أول وسيلة نقل إلى المدينة، 

وذهب إلى الجامع الكبير باحثًا عن شيخ قد يجد له مخرجًا، ولكن الرد لم يختلف. قال له الشيخ هناك: يا رجل، إنك علّقت رجوع زوجتك بشرطٍ لا يتحقّق في الدنيا! يومٌ بلا نور؟ هذا لا يحدث. خرج الرجل من الجامع تتثاقل خطاه من شدة الهم، وظلّ يمشي بلا هدى حتى انتهى به المطاف إلى سوق المدينة. جلس أمام كشك صغير لبيع الخردوات، شاردًا كأن العالم كله قد توقّف. 

لاحظه صاحب الكشك فاقترب منه وقال بلطف: ما بك يا رجل؟ منذ ساعة وأنت جالس على هذا الحال. تنهّد الرجل وقصّ عليه حكايته، متوقعا الشفقة لا أكثر، لكن البائع انحنى نحوه وهمس قائلًا: أترى ذلك الرجل الجالس على الرصيف هناك، بثيابه البالية وشعره الأشعث؟ اذهب إليه، لعله يساعدك. نظر الرجل إلى حيث أشار البائع، فرأى رجلًا أشبه بالمجانين. تردد، ثم قال في نفسه: جربتُ أهل العلم ولم أجد حلاً، فلن أخسر شيئًا إن جرّبت هذا أيضًا. توجّه نحوه وجلس أمامه بتردد،

 ثم قال بهدوء: "يا حاج، أريد أن أحكي لك قصتي". فقال له الرجل: "احكِ يا غافل". استغرب الزوج، لكنه بدأ في سرد حكايته حتى نهايتها. فقال المجنون: "هل صلّيت الفجر؟" فقال الزوج: لا والله، لقد استيقظت بعد الفجر. قال المجنون: "كيف حال أمّك اليوم؟" فقال الزوج: لم أرَها اليوم، فقد خرجت مسرعًا. قال المجنون: "كم قرأتَ من القرآن اليوم؟"

 فقال الزوج غاضبًا: قلت لك يا حاج، كنت في عجلة من أمري، ولم أقرأ شيئًا، ولم أزر أحدًا. فقال المجنون: "اذهب وخذ زوجتك، فهل هناك يومٌ مشؤوم وأغبر، وليس فيه نور، كيومك هذا؟ لم تُصلِّ الفجر، ولم تقرأ القرآن، ولم ترَ أمّك!" فرح الزوج، وأخذ يقبّل رأس المجنون قائلًا: لقد أنقذتني يا شيخ، ويا علّامة، اطلب ما شئت! فردّ المجنون: "أنا لا أطلب إلا من ربي وإلهي، يا غافل". 

العبرة: إنك قد تجد ضالتك في المكان الذي لم تعتد، وأن العلم في صدور الرجال، وليس في الملابس والمظهر. إياك أن تَستَحقر أحداً. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال