كنتُ متزوجاً، وكنت أكره زوجتي كثيراً، لم أكن أطيقُ وجودها فى البيت، كنت أنتظر دائماً اليوم الذي تذهب فيه لبيت أهلها حتى أرتاح قليلاً منها وأَبقي وحيداً فى البيت، لم تقصِّر معي يوماً بالعكس كانت تُحبني كثيراً وتهتم بي، لكنني مع ذلك لم أكن أحبها، كنت أتشاجر معها دائماً بدون سبب وأضايقها كثيراً، وفي يومٍ من الأيام، قالت لي أنا ذاهبة لزيارة أهلي، لقد فرحتُ كثيراً بعد سماع ذلك، ثم تابعت ونظرَتْ إلي وقالت: حبيبي! من سوف يهتم بكَ في غيابي ومن سيعدُ لك الطعام؟ فأجبتُها ببرود قائلاً: إذهبي، أنا سأحضر كلَّ شيء أحتاجه، كنت فقط أريد التخلص منها وحسب، لكن قبل أن تذهب، إلتفتَت نحوي وحضَنتني، أحسست بحضنِها وشعرتُ أن هناك شيئاً غريباً يتحرك بداخلي، ومع ذلك لم أهتم، بعد ذهابها بقليل، إتصلَ علي شخصٌ قال: ألو!! هل معي فلان؟ قلتُ من المتحدث؟؟ قال لي تعالَ بسرعة إلى المستشفى فإبنَتُك توفيتْ في حادث.
لقد صُدمتُ صدمة كبيرة، ليس لدي أبناء!! ذهبتُ بسرعة إلى المستشفى فوجدت أنَّ زوجتي قد صدَمَتها سيارة وتوفيت، وبعدها سألوني: أأنت والدها؟؟ قلتُ لهم لا بل أنا زوجها، رأيت هاتفها فوجدتُ أنها مسجلة رقمي بإسم "بابا"، من شدة حبها لي كانت تعتبرني والدها وكلَّ شيء فى حياتها، من يومها وأنا أعضُّ أصابعي ندَماً، لأنني لم أعرف قيمتها إلا بعد رحيلها، حلفتُ ألا أتزوج بعدها أبداً، وكلَّ مرة أتذكر إسمي على هاتفها أبكي بحرقة شديدة.
التسميات
قصص قصيرة